هل تعلم أن العلماء المسلمين اخترعوا إنسانًا آليًا في القرن السادس الهجري؟!
نعم قد يكون ذلك مفاجأة! فقد استطاع العالم والمهندس المسلم بديع الزمان
إسماعيل بن الرزاز الجزري من اختراع
إنسان آلي ميكانيكي للمساعدة
في خدمة المنزل.
وتعود قصة هذا الإنسان الآلي إلى ما قبل 8 قرون عندما طلب منه الخليفة
أن يصنع له آلة تغنيه عن الخدم كلما رغب في للصلاة، فصنع له بديع الزمان الجزري آلة
على هيئة غلام منتصب القامة وفي يده إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى كتفه يقف
طائر فإذا حان وقت الصلاة يصفر الطائر ثم يتقدم الخادم نحو سيده ويصب الماء من الإبريق
بمقدار معين فإذا انتهى من وضوئه يقدم له المنشفة تم يعود إلى مكانه والعصفور يغرد.
ليس هذا فحسب بل صنع الجزري أول نسخة بدائية من الألعاب التي صنعت بصورة
إنسان، وتعمل بوظيفة مبرمجة لها مسبقا. فقد صنع فرقة موسيقية تطفو على سطح الماء مؤلفة
من شخصيات عدة، كل واحدة منها تصدر صوت آلة موسيقية معينة وفي كتابه "تاريخ تطور
الإنسان الآلي"، وصف مارك إي رشمان، فرقة الجزري الموسيقية بالقول: "على
عكس الإغريق، فإن الأمثلة العربية للإنسان الآلي لا تعكس تطورا مفصليا في التصميم فحسب،
بل تعكس توجها لاستخدام الموارد المتاحة لراحة الإنسان".
قدر الجزري المولود في 1136 ميلاديا انه يصنع ادق ساعة شمعية في تاريخ
البشرية حسب وصف العالم دونالد هيل في كتابه في منتصف القرن العشرين وجمع الجزري كل
الاختراعات والنظريات الميكانيكية هذه في كتاب سماه " الجامع في العلم والعمل
النافع في صناعة الحيل " و توفى الجزري في 1206 ليترك لنا موسوعة درسها وتصفحها
علماء كثيرين مثل ليوناردو دافنشي، احد اهم العلماء. وبحسب المعارف البريطانيين، كل
هذه الاختراعات الآلية والتي ذكرها العالم المسلم بديع الزمان الجزري في كتابه
"الحيل الجامع بين العلم والعمل"، وقد تتضمن الكتاب صورا لهذه الآلات وشرح
فيه آليات العمل الميكانيكي بالتفصيل للغلام الصناعي أو الرجل الآلي بتسميته الحديثة،
وضم الكتاب كذلك مخططات لمائة آلة ميكانيكية مع توضيحات لكيفية صنع كل واحدة منها.
وقد استخدم الجزري الماء المتدفق وسيلةً لتشغيل آلاته واختراعاته.
ويسمى هذا الكتاب في أوربا بعد ترجمته عام 1974م بـ"الحيل الهندسية"،
ووصفه مؤرخ العلم "جورج سارتون" بأنه أكثر الكتب من نوعه وضوحًا.
يوسف سليم دعيبس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق